أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور محمد حرز بعنوان : الصدق في القول والعمل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الصدق في القول والعمل ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 4 شعبان 1444هـ ، الموافق 24 فبراير 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 فبراير 2023م بصيغة word بعنوان : الصدق في القول والعمل ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 فبراير 2023م بصيغة pdf بعنوان : الصدق في القول والعمل ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 24 فبراير 2023م بعنوان : الصدق في القول والعمل.

 

أولًا: الصدقُ طريقُ النجاةِ. 

ثانيًا: فضائلُ وثمراتُ الصدقِ.

ثالثًا: إياكَ والكذبَ. 

ورابعًا وأخيرًا: أمورٌ يباحُ فيهَا الكذب.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 24 فبراير 2023م بعنوان : الصدق في القول والعمل : كما يلي:

الحمدُ للهِ الذي أمرَ بالصدقِ في الأقوالِ والأفعالِ، وأثنَى على الصـادقينَ بالفضلِ والكمالِ، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾التوبة 119، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، أرسلَهُ ربُّهُ للإيمانِ مناديًا، وللجنةِ داعيًّا، وعن النارِ محذرًا، وفي مرضاتِهِ ساعيًّا، وبكلِّ معرفٍ آمرًا، وعن المنكرِ ناهيًّا، فشرحَ اللهُ له صدرَهُ ،ووضعَ عنه وزرَهُ، ورفعَ له ذكرَهُ ،وجعلَ الذلَّ والمهانةَ على مَن خالفَ آمرَهُ، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ  المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أمَّا بعدُ……فأوصيكُم ونفسي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران :102)

أيُّها السادةُ: (( الصدقُ في الأقوالِ والأفعالِ)) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا .

أولًا: الصدقُ طريقُ النجاةِ. 

ثانيًا: فضائلُ وثمراتُ الصدقِ.

ثالثًا: إياكَ والكذبَ. 

ورابعًا وأخيرًا: أمورٌ يباحُ فيهَا الكذب.

أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن الصدقِ في الأقوالِ والأفعالِ، ونحن في حاجةٍ إلى الصدقِ وأهلهِ في جميعِ حياتِنَا وفي كلِّ وقتٍ وحينٍ، وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا انتشرَ فيهِ الكذبُ بصورةٍ مخزيةٍ  بينَ الناسِ بينَ الولدِ وأبيهِ، وبينَ المرأةِ وابنتِهَا، وبينَ الزوجِ وزوجتهِ ،وفي البيعِ والشراءِ  ليس هذا فحسب، بل تطاولَ الناسُ بالكذبِ علي اللهِ وعلي رسولهِ كما نرَي ونسمعُ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعِي مِن نشرِ أحاديثَ موضوعةٍ وكاذبةٍ على رسولِ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ .فأنَا لا أعلمُ زمانًا انتشرَ فيهِ الكذبُ بهذه الصورةِ المؤلمةِ كهذا الزمانِ ولا تري مِن الصدقِ وأهلهِ إلّا القليل، حتى أصبحتْ الحياةُ كذبًا في كذبٍ إلَّا ما رحمَ الله جلَّ وعلَا.. أسألُ اللهُ أنْ يجعلنِي وإياكُم مِن أهلِ الصدقِ بمنِّهِ وجودِهِ وكرمِهِ، إنَّه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة : بعنوان : الصدق في القول والعمل

أولًا: الصدقُ طريقُ النجاةِ. 

أيُّها السادةُ: الصدقُ ضدُّ الكذبِ، والصدقُ هو صديقُ الإنسانِ في الشدةِ والرخاءِ، وأنيسهُ في الغنَي و الفقرِ، ومخرجُهُ مِن الضيقِ والحرجِ، والصدقُ كما قالَ ابنُ القيمِ: هو الطريقُ الأقومُ الذي مَن لم يسرْ علي دربِهِ فهو مِن الهالكينَ المنقطعينَ، والصدقُ حليةُ الأحرارِ ،وزينةُ الأبرارِ، وجمالُ الصالحينَ والأخيارِ، والصدقُ مفتاحُ السعادةِ، وسلمُ السيادةِ، ومصدرُ كلِّ فلاحٍ ونجاح، والصدقُ يميزُ أهلَ الجنانِ مِن أهلِ النيرانِ، والصدقُ يميزُ أهلَ الإيمانِ مِن أهلِ النفاقِ، والصدقُ سيفُ اللهِ في أرضهِ ما وضع علي شيءٍ إلّا قطعَهُ، ولا واجَهَ باطلًا إلّا أرداهُ وصرعَهُ، والصدقُ هو مطابقةُ الكلامِ  للواقعِ، ومطابقةُ الفعلِ للواقعِ، فكمَا يكونُ الصدقُ في القولِ يكونُ في الفعلِ، وهو أنْ يكونَ الإنسانُ باطنَهُ موافقًا لظاهرهِ، بحيثُ إذا عملَ عملًا لابُدَّ وأنْ يكونَ موافقًا لِمَا في قلبهِ، فالمسلمُ ينبغِي أنْ يكونَ صادقًا مع اللهِ، صادقًا مع نفسهِ، صادقًا مع الناسِ، والصدقُ مع اللهِ: بإخلاصِ الأعمالِ كلِّهَا للهِ تعالى. والصدقُ مع الناسِ: أنْ لا يكذب المسلمُ في أقوالهِ وأفعالهِ مع الآخرين. والصدقُ مع النفسِ: هو أنَّ المسلمَ الصادقَ يعترفُ بعيوبهِ وأخطائهِ ويصححُهَا.

ولقد خلقَ اللهُ السماواتِ والأرضَ بالحقِّ أي بالصدقِ، وطلبَ مِن الناسِ أنْ يبنُوا حياتَهُم علي الصدقِ فلا يقولُون إلّا حقًّا ولا يعملُون إلّا حقًّا .

    والصدقُ صفةٌ وصفَ بهَا المولَي تباركَ وتعالَي نفسَهُ فليسَ في الكونِ كلِّهِ مَن هو أصدقُ مِن اللهِ حديثًا، وليس في الكونِ كلِّهِ مَن هو أصدقُ مِن اللهِ قيلا!! قال جلَّ وعلا ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87) (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا) (سورة النساء :122)والصدقُ صفةٌ اتصفَ بها أنبياءُ اللهِ الصالحون، وأولياؤه الطائعون.فهذا هو إبراهيمُ عليه السلامُ قال اللهُ في حقِّهِ ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ) (سورة مريم :41)وبهذا الثناءِ العاطرِ وبهذا الخُلقِ النبيلِ يمدحُ اللهُ إسماعيلَ عليهِ وعلي نبيِّنَا السلامُ فقالَ ربُّنَا (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ) (سورة مريم :54(وهذا هو يوسفُ عليهِ السلامُ  كان صادقًا؛ لذلك اعترفَ لهُ الرجلُ الذي جاءَ يستفتيه فقالَ :(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ) (يوسف:46)، وهذا هو نبيُّنَا  كانَ سيّدَ الصديقين، فلقد كان يلقبُ بالصادقِ الأمينِ .

انظرُوا هبطَ أمينُ السماءِ جبريلُ علي قلبِ النبيِّ الأمينِ قائلًا لهُ كما جاءَ في صحيحِ البخارِي عن ابنِ عباسٍ -رضي اللهُ عنهما- قالَ: (لَمّا نزلتْ: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(الشعراء:214) (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الحجر:94 ) عندئذِ وقفَ النبيُّ العدنانُ ﷺ على جبلِ الصفَا بمكةَ ليعلنَ للدنيَا كلِّهَا  وليشهدَ أنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رسولُ اللهِ، فقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قَالُوا نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا قَالَ فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ عندئذ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } متفق عليه. فهذه شهادةٌ مِن قريشٍ تصفُ النبيَّ المختارَ بالصدقِ، وعلي هذا الصدقِ علَّمَ النبيُّ ﷺ أصحابَهُ ولِمَا  لا والنبيُّ المختارُ ﷺ هو الصديقُ بشهادةِ الأعداءِ :انظرُوا إلي أبي سفيانَ قبلَ إسلامهِ يسألُهُ هرقلُ عظيمُ الرومِ عن صفاتِ النبيِّ المختارِ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، فقالَ هرقلُ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ، فقال أبو سفيان ما عهد عليه كذبا قط فقال هرقل لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ) رواه البخاري .وليس أبو سفيانَ فقط وحدَهُ هو الذي أقرَّ بصدقِ النبيِّ المختارِ ﷺ  فحسب بل هذا هو فرعونُ هذه الأمةِ اعترفَ بصدقِ النبيِّ المختارِ عندما سألَهُ رجلُهُ قائلًا له يا أبا الحكمِ ليس هنا غيرِي وغيرُك أنشدُكَ باللهِ هل محمدٌ صادقٌ أم كاذبٌ ؟فقال أبو جهلِ: واللاتَ والعزي إنَّ مُحمدًا صادقٌ ما كذبَ قط !!فقالَ الرجلُ: وما يمنعُكَ مِن اتباعِهِ؟ فقال تنازعنَا نحن وبنو هاشمٍ ( أهلُ النبيِّ المختارِ ﷺ ) وتزعمنَا الزعامةَ والفخرَ، أطعمُوا فأطعمنَا سقُوا فسقينَا، حتى إذا صِرْنَا كفرَسَيْ رهانٍ قالُوا  مِنّا نبيٌّ يوحَى إليهِ، واللهِ لا نرضَى بهِ ولا نتّبعهُ أبدًا حتى يأتيَنَا وحيٌ كما يأتيه . وصدقَ ربُّنَا إذ يقولُ: (( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)(سورة الأنعام  :34)وكيف لا؟ وهو الذي أمرَهُ اللهُ أنْ يدخلَهُ مدخلَ صدقٍ , ويخرجَهُ مخرجَ صدقٍ ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ) [سورة  الإسراء: 80والصدقُ صفةٌ اتصفَ بهَا صحابةُ رسولِهِ قالَ جلَّ وعلا في حقِّهِم (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) (الأحزاب: 23(.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة : بعنوان : الصدق في القول والعمل

ثانيًا: فضائلُ وثمراتُ الصدقِ.

أيُّها السادةُ: اعلمُوا أنَّ للصدقِ ثمراتٍ ممدودةً، وعطايَا غيرُ محدودةٍ، ينالُهَا العبدُ في الدنيا والآخرةِ؛ لأنَّ الجنةَ هي دارُ الصادقين، وكيف لا؟ ومِمّا لاشكَّ فيهِ أنَّ أعظمَ زينةً يتزينُ بها المرءُ في حياتهِ بعدَ الإيمانِ هي زينةُ الصدقِ وكيف لا؟ الصدقُ أشرفُ الفضائلِ النفسيةِ، والمزايا الخُلقيةِ؛ لخصائصهِ الجليلةِ، وآثارهِ الهامةِ في حياةِ الفردِ والمجتمعِ، فهو زينةُ الحديثِ، ورمزُ الاستقامةِ والصلاحِ، وسببُ النجاحِ والنجاةِ، وكيف لا؟ والصدقُ سببٌ مِن أسبابِ مغفرةِ الذنوبِ ودخولِ جنةِ النعيمِ قال ربُّنَا: { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) [سورة  الأحزاب: 35، فالصدقُ جماعُ كلِّ البرِ، والكذبُ أصلُ كلِّ الفجورِ، وفي الحديثِ عَنْ عَبْدِ اللَّه رضى اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه.فهو شهادةُ ضمانٍ لدخولِ جنةِ الرحمنِ فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضى اللهُ عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قال  قَالَ:  اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ  وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)) رواه أحمد في مسنده.  فالصدقُ سببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنةِ، اسألُ اللهَ أنْ يجعلنَا وإياكُم  مِن أهلِ النعيمِ .وبشّرَ اللهُ عبادَهُ بأنَّ لهم قدمَ صدقٍ عندَ ربِّهم، وأنَّ لهم مقعدَ صدقٍ، فقالَ جلَّ وعلا ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ(  (يونس:2.( وقال جلَّ وعلا ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ, فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) (القمر:54-55.

والصدقُ عنوانُ الإسلامِ وميزانُ الإيمانِ وعلامةُ الكمالِ، وإنَّ لصاحبهِ المقامَ الأعلَى عندَ الملكِ المتعال، ويكفِي الصدقُ فضلًا وشرفًا، أنَّ درجةَ الصديقين جاءتْ بعدَ درجةِ النبوةِ، والصِّدِّيقُ كما قال القرطبيُّ -رحمَهُ اللهُ-: “هو المبالغُ في الصدقِ أو التصديقِ، وهو الذي يحقِّقُ بفعلهِ ما يقولُ بلسانِهِ”،[١٤] قال -تعالى-: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)، [سورة  النساء: 66-69]فكلُّ مَن أطاعَ اللهَ ورسولَهُ ﷺ على حسبِ حالهِ وقَدْرِ الواجبِ عليهِ، فأولئكَ مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم بنعمةِ الكمالِ والصلاحِ والسعادةِ والفلاحِ بل الصدقُ خيرُ الأعمالِ يا سادة ، قال موسى ـ عليه السلامُ ـ : يا ربُّ أيُّ عبادكَ خيرٌ لكَ عملًا؟ قال: مَن لا يكذب لسانُهُ ،ولا يفجر قلبُهُ، ولا يزنِي فرجُهُ) يا رب سلم

بل الصدقُ يفرجُ الهمومَ والكربات، ويجيبُ الدعوات، وينجِّي مِن المهلكات، كما في قصةِ أصحابِ الغارِ التي أخرجَهَا البخاريُّ ومسلمٌ عن عبدِاللهِ بنِ عمرَ عن النبيِّ ﷺ ، وفيها أنَّه قال بعضُهُم لبعضٍ: ((… إنَّه واللهِ يا هؤلاء، لا ينجيكُم إلّا الصدق، فَلْيَدْعُ كلُّ رجلٍ منكم بما يعلمُ أنَّه قد صدقَ فيهِ(( كفَى بالصدقِ شرفًا وفضلًا أنَّ بهِ يبلغُ درجةَ الشهداءِ، وإنْ ماتَ الصادقُ على فراشهِ، فعن سهلِ بنِ حنيفٍ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: ((مَن سألَ اللَّهَ الشَّهادةَ صادقًا بلَّغَهُ اللَّهُ منازلَ الشُّهداءِ وإنْ ماتَ علَى فراشِه((
بل الصدقُ ينفعُ الإنسانَ يومَ القيامةِ، الصدقُ منجاةٌ في الآخرةِ، كما كان منجاةً لهم في الدنيا، فلا ينفعكَ يومَ القيامةِ مالٌ ولا بنون، ولكن الذي ينفعُكَ هو الصدقُ مع اللهِ تعالى قالَ جلَّ وعلا ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ (المائدة 119(ألَا فلنتقِ اللهَ -عبادَ الله-، ولنجعلْ الصِّدقَ شعارًا لنَا ودِثارًا، ولنلتزمْ بهِ إسرارًا وإعلانًا، يجعلِ اللهُ التَّقوىَ في قلوبِنَا والتَّوفيقَ في دُروبِنَا قالَ جلَّ وعلا (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ)،[١٩] فاللهم اجعلنَا مع المتقين الصادقين.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة : بعنوان : الصدق في القول والعمل

ثالثًا: إياكَ والكذبَ. 

أيُّها السادةُ: الكذبُ مرضٌ سرطانيٌّ خطيرٌ مدمرٌ، قلَّمَا يُعافَي منهُ إنسانٌ إلّا ما رحمَ ربُّ الأرضِ والسماءِ، فالكذبُ حليةُ الفجارِ، وزينةُ الأشرارِ، فالكذبُ رزيلةٌ ممقوتةٌ، وسجيةٌ ملعونةٌ، وعادةٌ ذميمةٌ، وطبعٌ لئيمٌ يضرُّ بصاحبهِ قبلَ أنْ يضرَّ بغيرهِ؛ لأنَّهُ يهدي إلي الفجورِ وسوءِ الأخلاقِ،  وأصبحَ الرجلُ الآن يكذبُ ويقولُ هذه كذبةٌ بيضاء أو يقولُ: (كذب مساوي ولا صدق مفركش). وهذا كلامٌ غيرُ صحيحٍ، بل كذبَ علي اللهِ وكذبَ علي رسولِ اللهِ، فكمَا أنَّ الصدقَ أساسُ الإيمانِ فالكذبُ أساسُ النفاقِ ،وأكبرُ خيانة أنُ يصدقَكَ الناسُ و أنتَ لهُم كاذبٌ ،وكمَا أنَّ الصدقَ سببٌ لنجاةِ الإنسانِ في الدنيا والآخرةِ، فكذلك الكذبُ سببٌ لهلاكِ الإنسانِ في الدنيا والآخرةِ، لذا قالَ النبيُّ الأمينُ ﷺ ((وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه، ليس هذا فحسب بل الكذبُ ثلثُ النفاقِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) متفق عليه، بل مِن الثلاثةِ الذين لا يكلمُهُم اللهُ ولا ينظرُ إليهِم التاجرُ الكاذبُ المنفقُ سلعتَهُ بالحلفِ الكاذبةِ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ قَالَ فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مِرَارًا قَالَ أَبُو ذَرٍّ  : خَابُوا وَخَسِرُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْمُسْبِلُ وَالْمَنَّانُ وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بِالْحَلِفِ الْكَاذِبِ) رواه مسلم .  لذا لا يجوزُ للبائعِ أنْ يغطِّي عيبَ سلعتهِ لقولِ النبيِّ المختار صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رضى اللهُ عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا َإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) متفق عليه  ،بل الكذبُ يؤدِّي إلي سوادِ الوجهِ يومَ القيامةِ سلمْ يا ربِّ سلمْ!!فالناسُ يومَ القيامةِ صنفان:  صنفٌ أبيضُ الوجهِ اسألُ اللهَ أنْ يجعلنَا وإياكُم منهم. وصنفٌ أسودُ الوجهِ قالَ ربُّنِا { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) }سورة أل عمران فالذين ابيضتْ وجوهُهُم هم أهلُ الصدقِ والإيمانِ. وأمَّا الذين أسودتْ وجوهُهُم فهم أهلُ الكذبِ والنفاقِ قال ربُّنَا: (  وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ))

بل مِن الكذبِ أنْ يتحدثَ الإنسانُ مازحًا بكلامٍ كاذبٍ كالنكتِ وغيرِهَا ليضحكَ منه القوم، لقولِ نبيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ) رواه أبو داود وأحمد بسند حسن

وعن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ) رواه أبو داود بسند حسن، وأخطرُ أنواعِ الكذبِ: الكذبُ على اللهِ ورسولهِ بنشرِ الأحاديثِ الموضوعةِ أو نشرِ المقاطعِ الكاذبةِ عن رسولِ اللهِ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعِي، الحذرَ الحذرَ ياسادةٌ قالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) متفق عليه، وكترةُ الكذبِ مِن علاماتِ الساعةِ كمَا قالَ ﷺ كما في حديث  أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ )

عودْ لسانَكَ قولَ الحقِّ تحظَ بهِ    *******   إنَّ اللسانَ لِمَا عودتَ معتادُ

           ولكن ما هي الأمورُ التي يُباحُ فيها الكذبُ؟

أرجئُ  الحديثَ عنها إلي ما بعدَ جلسةِ الاستراحةِ،  أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُم… الخطبة الثانية

         الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ………………… وبعدُ

 

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة : بعنوان : الصدق في القول والعمل

ورابعًا وأخيرًا: أمورٌ يباحُ فيهَا الكذب.

   

أيُّها السادةُ: الكذبُ داءٌ عضالٌ حذّرَ منهُ سيّدُ الرجالِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنَّه مرضٌ يسودُ الوجوهَ يومَ تبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ، والكذابُ حرامٌ  في البيعِ والشراءِ و علي الأطفالِ وفي كلِّ حالٍ  إلّا في ثلاثِ  حالاتٍ: في الإصلاحِ بينَ الناسِ، وفي الحربِ كمَا حدثَ مِن خُدْعَةِ نُعَيْمِ بْنِ مَسْعُودٍ للمشركين ولليهودِ في غزوةِ الخندقِ،  وفي  إرضاءِ أحدِ الزوجين للآخر: وهو أنْ يكذبَ الرجلُ على زوجتهِ، والزوجةُ على الزوجِ ؛لإرضاءِ كلٍّ منهما الآخر. لذا رخصَّ لك النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكذبَ فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في حديثِ أمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يَقُولُ: “لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ ،وَيَقُولُ: خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا” وقالت:  وَلَمْ أَسْمَعْه يُرَخَّصُ في شيء مِمَّا يَقُولُ النَّاسُ كَذِبٌ إِلاَّ فِى ثَلاَثٍ: الْحَرْبُ ،وَالإِصْلاَحُ بَيْنَ النَّاسِ ،وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأَةِ زَوْجَهَا)).

أخي الحبيب إنَّ  الكذبَ داءٌ فتخلصْ منه قبلَ فواتِ الأوانِ قبلَ أنْ يأتِيَ يومٌ لا ينفعُ فيه الندمُ، فاتقِ اللهَ وكن مِن الصادقين تسعدْ في الدنيا والآخرةِ.

وإذا أردتَ أخِي الغالي راحةَ الضميرِ وصفاءَ النفسِ، فكُن أخي الحبيب مِن الصادقين، واحذرْ طريقَ الكاذبين، عن أبي مُحمدٍ الحسنِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهما قال: ((حفظتُ مِن رسولِ اللهِ ﷺ: دَعْ ما يُرِيبُكَ إلى ما لا يُرِيبُكَ فإنَّ الصدقَ طُمأنينةٌ، وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ )) و كونُوا لأبنائِكُم قدوةً، وربوهُم على الصدقِ، فمَن لزمَ الصدقَ في صغرهِ كان له في الكبرِ ألْزَم، قال عبدُ الملكِ بنُ مروان لمعلمِ أولادهِ: ((عَلمهُم الصدقَ كما تعلمهُم القرآنَ((، فالصدقَ الصدقَ تفلحُوا في الدنيا والآخرةِ.

حفظَ اللهُ مصرَ مِن كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                                                        كتبه العبدُ الفقيرُ إلى عفو ربِّهِ

                                    د/ محمد حرز

                                    إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »